Caricatures du Maroc

كانت حالة دلك الرجل وهو جالس على فراشه تثير الشفقة في وضعية أوحت لي برسمه على شكل croquis " كروكـي" أنجزته على دفتر آحتفضت به طوال هده السنين، لكن الرجل أصبح ميتـاً على فراشه اليوم التالي، لن أنسى تلك اللحضة اللتي رأيت فيها لأول مرة في حياتي قتيــلا٠

وبعد أسبوعين غادرت المستشفى حيا لحسن حظي، بعدما قضيت به فترة من أتعس أيامي بدون زيارة أحد ولا هم يحزنون، لأنني رفضت إخبار أسرتي وبدلك فقدت أيضا فرصة آجتياز الدبلوم التقني اللدي حضرت له خلال شهور مع أصدقاء المعانات في كوخ حقيرٍ كنا نعتزل فيه بجبــلِ درسة للهروب من ضجيج القسم الداخلي، أما عن المنطقة فكل من يعرف تطوان يعلم بدون شكٍ خطورة ما يجري بها من إجرام، كانت غابـة داخـل أدغـال المهلكـة٠

في يوم من الأيام، آحتجت إلى شهادة ثتبت تاريخ إقامتي بالمستشفى، فطلبت مني إدارته تاريخ النزل للبحث به في أرشيف أمواتها، وعندما تدكرت الرسم، أخرجت الدفتر من جيبي، فطلب مني المدير مشاهدة الرسم، لكنني نسيت ما دونته رفقته، ولما آكتشف الموضف ماكتبته في حق المستشفى: هناك حيث يقتلون الناس٠٠" أثار دلك غضبه وقال :

"هاد الشيء اللي كتبتِ هنا ماشي مزيان، لولا هدا المستشفى لكنت من الموتى اليوم "

لكن رأيه لم يكن يهمني بقدر ماكنت أخشى أن يحتجز الدفتر، لأن ما خفي عنه كان يشكل خطرا على حياتي أنداك لوسقط الدفتر في يد السلطـات أيام سنوات المقبور سيء الدكر٠

كنت بالفعل أمام موقف محرج وخطير، حاولت أن ألعب فيه الورقة الدينية (لأخاطب القوم بما يفهمون )، مُدكرا إيّـاهُ أن الله وحده من يُحيي ويُميت وليس المستشفى، ثم أننى سلمته الدفتر لمشاهدة الرسم، وليس لقرائة ما كتبته، وأن دلك يعدُّ من باب التجسس، وأن الرسول (صلعم) قال في هدا الموضوع :

" أنَّ من تجسس على الناس من ثقب باب، فكما تجسس على فرج أمه "٠

كان الحديث بمثابة صفعة على وجه دلك الغبي اللدي قبل بإعادة ما آل إلي بعد سماعه، فودعته بعدما آسترجعت أنفاسي وغادرت دلك المبنى إلى الأبد٠

ومضت السنين والأعوام ولا زالت فضائح تلك المجزرة تصلني إلى المهجر، من آغتصابات للهالكين، أو آستيداع الأحياء في غيبوبة إلى جانب الأموات، إلى غير دلك من جرائم لا مثيل لها في العالم ترتكب في حق شعب يقبعُ معها في حالة تنويم مغناطيسي أبدي٠

#فنَّان_الشَّعب
#المستشفى_المدني_سانية_الرمل_تطوان 
#المدرسة_الوطنية_للفنون_الجميلة_تطوان
#وزارة_الصحة_المملكة_المغربية